الخميس، 9 مايو 2013

موضوع حول تعدد التقافات

Unknown  |  at  الخميس, مايو 09, 2013  | 8 تعليقات


موضوع حول تعدد التقافات


- تمهيد:
إن ما يميز النوع البشري، هو التعدد، سواء تعلق الأمر بعرقه، أو بثقافته (لغته، دينه، نمط عيشه…)، وهذا التعدد ليس سمة مميزة للحضارات والشعوب والأمم فحسب، بل هي سمة يتميز بها المجتمع الواحد، والثقافة الواحدة أيضا، غير أن الإقرار بالتعدد، قد يلغي القول بالأصل أو الهوية الواحدة، كما قد يلغي التفاضل بين الثقافات والاعتقاد في سمو ثقافة على أخرى، وهذا ما يدفعنا إلى طرح الأسئلة التالية:
-
هل هناك ثقافة كونية واحدة؟ أم هناك ثقافات متعددة؟
-
وإن كانت متعددة، فهل العلاقة بينها، علاقة صراع؟ أم تعايش؟
1- 
كونية الثقافة وتعدد الثقافات:
إن ازدواجية وحدة / تنوع الثقافات- في نظر إدغار موران- ازدواجية أساسية: تحافظ الثقافة على الهوية الإنسانية، وبشكل أدق على الأشياء الأكثر خصوصية فيها، وتحافظ الثقافات على الهويات الاجتماعية في أدق خصوصيتها. قد تعطي الثقافة الانطباع بأنها تنغلق على ذاتها حفاظا على هويتها الخاصة، لكنها في الواقع تظل مفتوحة، إذ تدمج داخلها ليس فقط المعارف والتقنيات، ولكن أيضا الأفكار، والتقاليد، والمأكولات، والأفراد الآتين من آفاق أخرى. وكل ربط بين ثقافتين فيه إغناء للثقافات ذاتها، إنه يفضي إلى إنجازات خلاقة، بفضل التهجينات الثقافية كتلك التي أعطت الفلامينكو، وموسيقى أمريكا اللاتينية، والراي… وعلى العكس من ذلك، يشكل تدمير ثقافة ما بفعل الهيمنة التقنية الحضارية، خسارة للبشرية جمعاء، والتي يشكل تنوع ثقافتها أحد أغلى كنوزها.
2-
صراع الثقافات وتعايشها:
تجتهد الشعوب والأمم- حسب صموئيل هنتينجتون- للجواب عن السؤال الأساسي بالنسبة لجميع الناس ألا وهو: من نحن؟ وتتم العودة إلى أقدم الأجوبة التقليدية بحثا عن الجواب، إنهم يعودون إلى ما يعتبرونه مهما بالنسبة لهم. يعثرون على ذواتهم في الجماعات الثقافية: القبائل، الأعراق، الجماعات الدينية، الأمم والحضارات بشكل عام، فهم يستغلون السياسة، ليس من أجل تقديم مصالحهم الخاصة، بل من أجل تحديد هويتهم، إننا نعرف من نحن عندما نعرف ما لسنا إياه، وفي الغالب عندما ندرك ضد من نحن. إن الدول- الأمم، تظل هي العوامل الرئيسية الفاعلة على الساحة الدولية، وكما كان الأمر في الماضي، فإن سلوكها يبقى مقيدا بالبحث عن القوة والثروة، إلا أن هذا البحث يخضع أيضا، وبامتياز، للروابط الجماعية والاختلافات الثقافية
في هذا العالم الجديد، لن تحدث الصراعات الشاملة والمهمة والخطيرة بين الطبقات الاجتماعية، بين الأغنياء والفقراء، بين الجماعات المحددة وفق معايير اقتصادية، بل ستحدث بين شعوب منتمية لهويات ثقافية مختلفة. إن الحروب القبَلية والصراعات العرقية، سوف تتأجج أكثر فأكثر داخل الحضارات نفسها.
تعدد التقافات
تتباين الثقافات الإنسانية تبايناً واسعاً في الأرض بل ويصل الاختلاف إلى أبعد حد بفعل عوامل إقليمية وجغرافية ودينية وطبقية. هناك تباين كبير بين مجتمعات وثقافات غابات الأمازون أو أواسط إفريقيا فتلك مجتمعات ما زالت بدائية ، وبين مجتمعات أخرى تتمتع بثقافات متحضرة بفعل التعليم مثل مجتمعات حوض البحر الأبيض المتوسط ، ثم هناك مجتمعات أكثر تعلماً وتقنية و تحضراً مثل الولايات المتحدة وكندا واستراليا واليابان. 
تباين هذه المفاهيم الثقافية يبدو لنا واضحاً جلياً في صورة عادات ومعتقدات اجتماعية يكون لها أحياناً صفة وبعد ديني ففي بعض المجتمعات عادةً ما يمارس الناس أُحادية الزواج (شريك أو شريكة عمر واحد أو واحدة كما في الزواج المسيحي الكاثوليكي) هذه العادة تم حمايتها بنظم وقوانين صارمة وضعتها الدولة وأشرفت عليها وعملت على حمايتها مثلما الأمر في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبقية أوروبا؛ وهناك مجتمعات أُخرى توجد فيها ثنائية الزواج (زوجان لامرأة واحدة في نفس الوقت) وهذا الأمر موجود في بعض دول أمريكا اللاتينية ، وفي حالة ثالثة توجد مجتمعات تجيز وتمارس تعددية الزواج (عدة زوجات)، كما في المجتمعات الإسلامية سواء عربية كالسعودية وغيرها ، أو إسلامية غير عربية مثل الباكستان وبنغلادش و أفغانستان وغيرهم. 
وعلى ذكر الزوج والزوجات نقول أنه في بعض الثقافات يكثر التندر على أم الزوجة ويكون إطلاق النكات عليها أمراً شائعاً وهذا الحال متوافر في الثقافة العربية خاصة في مصر وبر الشام. في بعض المجتمعات يعتبر الأب قوي الشخصية إذا كان يتصرف كالطاغية مع أفراد أسرته. وفي مجتمعات أُخرى يعتبر الأب جيداً إذا كان حامياً للأسرة ومتسامحاً معها. والحالين متوافرين في ثقافة العرب المعاصرة وتحكم هذه الأمور ضوابط البيئة والمناخ العام للأسرة ونسبة التعليم فيها وما إلى ذلك. 
ورغم التباين الهائل بين الثقافات الإنسانية حول العالم ، إلا أن هناك عموميات محددة موجودة في كل المجتمعات ، وهى تعكس ردود أفعال أساسية عن حاجات بني البشر. هذه العموميات تتضمن وسائل أولية للعيش والبقاء - وعلى سبيل المثال كما وسبق أن ذكرنا ، الصيد ، والزراعة ، والصناعة. يشكل بعض هذه العموميات للأسرة الأولية ؛ نظام من القربى ؛ مجموعة من قواعد السلوك الاجتماعي ؛ الدين ؛ ثقافة مادية (أدوات ، وأسلحة ، وملابس) و أنماط من الفن ؛ والعديد من المؤسسات الأُخرى التي تشير إلى التوجهات العامة في كل المجتمعات الإنسانية في اتجاه بيئات طبيعية متباينة.
أنماط الثقافة :
على أي حال فإن نموذج الثقافة عموماً يشير إلى مجموعة من المسالك الثقافية أو العناصر التي تشكل نظاماً متداخلاً على أكثر من صعيد ، فإذا ما بدئنا بأوائل سبل الحياة الأُولى نقول أن المحراث هو عنصر لنمط ثقافي يتكون أصلاً من المحراث ذاته ، والحيوان الأليف الذي يستخدم في سحب المحراث و محاصيل حبوب العالم القديم مثل القمح والشعير ، وحرث أراض أكبر في مساحتها من الحدائق ، واستخدام الأسمدة من روث الحيوانات الأليفة . جاءت الزراعة بالمحراث والعوامل المشتركة معها ، كنمط ثقافي ، جاءت من القرون الوسطى في حوالي 500 ق.م. 
مثل هذا النمط الثقافي تواصل عبر الأيام ؛ فالزراعة تنتشر من ثقافة إلى أُخرى ، ويضاف إليها عناصر جديدة بين حين وآخر ، وهو ما نسميه بالتطور التقني للزراعة. اليوم تعرف زراعة المحراث كنمط ثقافي ، وقد تم دمج محاصيل باستخدام وسائل علمية عالية التقنية وباستخدام ونماذج جديدة من الأسمدة ، فنتج لنا أنواع أخرى من المحاصيل و الخضرة الأخرى. كل هذا يندرج تحت تسمية النمط الثقافي للمجتمع الواحد.

أحياناً يستخدم تعبير النمط الثقافي لكي يعني ترتيباً متجانساً للسلوك البشري ، والعادات الاجتماعية ، ومنظومة القيم المرتبطة بها وهى يلك القيم التي ستكون من خصائص المستقبل أو الحضارة . هناك علماء انثربيولوجيا ينظرون إلى الحضارات في سياق نمط الشخصية المهيمنة في أي حضارة وهى الشخصية التي تكون مفضلة عند كل ثقافة ، والذي يظهر في طبيعة المنظمات الاجتماعية ، وطرائق تعليم الأطفال و تدريبهم ، ومراسم العادات والتقاليد ، والقيم الدينية ، وما يتبع ذلك من وسائل تطبيق ذلك على الواقع العملي للحياة. هناك أنماط ثقافية تاريخية يمكننا المرور عليها بالذكر وذلك مثل بعض ثقافات الإغريق القديمة ، فقد كان منها ما هي ثقافة محمومة وعنيفة ومنها ما هي ثقافة منظمة
صراع الحضارات أو صدام الحضارات  هي نظريةأخذت شهرتها بعد انهيار الإتحاد السوفياتي عام 1990 وبروز الولايات المتحدة الأميركية كقوة عظمى أولى ووحيدة في العالم.

[عدل]بدايات الفكرة

الصراع بين الدول والجماعات دائماً ما تولد نتيجة للرغبة في السيطرة على شيء ما كالناس، الأرض، الثروة، القوة، النسبية، أو هي القدرة على فرض الرأي والثقافة الخاصة بدولة أو شخص ما على جماعة أو دولة أخرى باللين أو القوة.
فكرة الصراع الإنساني قديمة في حد ذاتها لكن أشهر من تحدثوا عن صراع الحضارات (أو ما يعرف أحيانا باسم صدام الحضارات) هو الدكتور وعالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة في أوائل التسعينيات. ثم جاء الباحثان صامويل هنتنجتون وهو أمريكي الأصل والثاني هو فرانسيس فوكوياماالياباني الأصل والأمريكي الجنسية. هي النظرية المقترحة من قبل العلوم السياسية صموئيل ب. هنتنغتون ، ذلك الشعب الثقافية والدينية الهويات سيكون المصدر الرئيسي للصراع في مرحلة ما بعد الحرب الباردة العالم. . نظرية صيغت في الأصل لعام 1992 في القراءة [1] في معهد أمريكان انتربرايز 1993 ، والتي ثم وضعت في الشؤون الخارجية تحت عنوان المقال "صراع الحضارات؟" ، [2] استجابة ل فرانسيس فوكوياما من عام 1992 كتاب ، نهاية التاريخ والإنسان الأخير . توسعت لاحقا لأطروحة هنتنغتون في التاريخ كتاب 1996 وصدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي.
المصطلح الأول ذاته كانت تستخدم من قبل برنارد لويس في مقالة عام 1990 في عدد سبتمبر من المحيط الأطلسي الشهري تحت عنوان "جذور الغضب الإسلامي".
- استنتاج:
إن الثقافة وإن كانت معطى كونيا نظرا لوجودها في كل الحضارات والمجتمعات، فهي تتعدد بتعدد هذه المجتمعات نفسها كل حسب تاريخه ومحيطه. إلا أن كثير من الأشكال الثقافية تؤدي إلى صراعات ونزاعات بين الجماعات والشعوب، لكن عندما يتم تجاوز هذا الصراع، يحصل الارتقاء إلى مستوى التعايش السلمي ويسود الاحترام المتبادل والتسامح.

هناك 8 تعليقات:

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9
Copyright © 2013 الدعوة